عام يمـــــــــــــــــرُّ وعامٌ آخر يَفُتِ
ولا جـــــــديد على الدنيا سوى لغتي
يطلُّ صوتي إما بـــــــــــــحة وأسى
يُبكي الرجالَ وإمــــــــــا وقعُ زلزلةِ
من مخبرِ الروحَ عن آثار من ذهـبوا
عن كأس خمرٍ به سطـــرتُ ملحمتي
إني حييت علــــــــــــى آثارهم زمنا
قد شبت فيه وقلبي لا يــــــــزالُ فتي
بئس الندامى ندامايَ الذين مـــــضوا
لأول الحزن مذ بُلِّغْــــــــــتُ آخرتي
لولا خيــــــــــــالُ نديمٍ قد حظيت به
في بعض نوميَ لم أرقدْ ولـــــم أَبَتِ
من لي بمثلي حزينا كي أنادمه
ضاق الزمان بمثلي يا منادمتي
يا صاحب الوهم هل تنسيك خـمرتنا
سودَ الليالي وهــــــل تنسي مكابدتي
بئسَ الشرابُ سقيـــــــــــنا ويلنا ولنا
ما يفتقُ الجرحَ من نثــــــــــرٍ وقافيةِ
هلا نظرتَ إلى بــــــــغدادَ لانبجست
منك العيونُ على ما حَلَّ مـــــن عنتِ
قد غارت الأرض منها يوم أن وقفت
حسناءَ ترقصُ في عــــــــزٍّ وفي ثقةِ
فعاجلتها يدُ الشيطانِ مــــــــذ عرفت
أن الأصيلةَ لا تبتــــــــــــــاعُ بالأمةِ
ضاعت ببغداد أمجـــــــاد ولعت بها
من أولِ العـــمرِ وانهارتْ فهلْ أمتِ
وغادرتها رجـــــــــــالٌ ليس يبلغهم
إلا النبيون في عزم ومــــــــــكرمةِ
يا صاحب الوهم لو شاهدتــها لبكـى
منك الفؤاد بدمــــــــــعٍ غيرَ منسلتِ
وكنت مثلي وكان الحزنُ صاحبَـــنا
فالزم لــذا الحزن علَّ العمرَ أن يَفُتِ