أضربت عن صنعة الأشعار معتزلا
نظم القريض وما ازدانت بــه عنقي
جففـت في قــــلمي حـــبرا ثـملت به
حتـــــى استفقت طريدا ضائع الأفق
سقـــيـت منه كروم الأرض فانتبذت
منـــــي مكانين من هجر ومن حرق
هذي الدروب وكم زهر غرست بها
منـــــــت علي بموصود من الطرق
ماذا جنيت مــــــــــن الدنيا وزينتها
غير المنافي وليل التـــــــيه والأرق
ماذا جنيت سوى خـــــــــل يقرعني
إما تلألأ يوما في الـــــــــهـوى ألقي
أو غير غانية غنت لصبـــــــــــوتها
فيها حسبت أمانا فاعتلت فــــــــرقي
كم صغت قافية فيها أغازلـــــــــــها
وكم تمنيت أن يغفو بها حــــــــــدقي
أن أقطف الورد من روض بوجنتها
أو أرشف الشهد من مستعـذب الذلق
أستغفر الشعر علَّ الشــــعر يغفر لي
ما كان من قلمي فيها علـــــى ورقي
أستغفر الشعر من هـــجري له زمنا
ومن نفور وإعــــــراضي ومن أبقي
قصرت في حقه دهـــــــرا فأودعني
سرا وأودع فيه محرابـــــــــــه قلقي
فإن شغلت به عنكم فلا عـــــــــجبٌ
حتى ولو كان في أنهاره غــــــــرقي